mardi 26 novembre 2013

متهمة


لو أُستدعيت الى محكمة الحياة،
 لكنت سجنت و عذبت، بل شنقت،
تهمي اتهامات باطلات،
كم حقيقة زيفت،
كم كذبة ألفت،
كم فضيحة أخفيت، 
كم سرا أفشيت،
كم تهمة لفقت،
كم براءة اغتصبت،
أنا يا سيدي القاضي
من تتبسم لها الوجوه باكية،
و تبكي لها أخرى مبتسمة،
أنا يا سيدي
من تكذبني عيون،
وتصدقني أخرى،
أنا من تثق بي نفوس،
و تكرهني أخرى،
انا يا سيدي من سؤلت،
عن من هي الأجمل في الكون،
فأجبت،
الأجمل ليست التي اليها أنا الآن ناظرة،
فهاجت،...و عصفت بي خارجا،
لماذا يا سيدي لماذا؟
أهذا ثمن الصدق؟
أنا يا سيدي الشفافية بعينها
أنا الأحاسيس الباردة،
انا المشاعر الجامدة،
 فكيف أغير ما بي و حالي؟
في حقيقة الأمر سيدي،
ما أنا الا نبع ماء عذب،
لا أخفي ولا حتى أبوح،
أرى ولا أنطق،
لا أسمع، لا أجادل، لا أناقش ، ولا حتى أحاول أن،
أنا في وحدة قاتلة سيدي، حثى يتكرم عليه أحدهم،
في وحدتي قاتلتي، لدرجة أني أبحث،
أبحث عن أي شيء يخلصني من وحدتي
حتى ولو كان فراغا،
حتى و لو كان حائطا،
حتى ولو كان مسخا،
وجوه،
تدفئ، تذيب جماد السكون
في صبيحة يوم شتاء بارد،
أنا يا سيدي القاضي،
ما أنا الى جماد يتخبط في حياة الحركة،
تغمرني فرحتهم،
و يكربني همهم،
و يشغلني همهم،
و يوثري قلقهم،
ما انا الا أنا،
حاولت كثيرا أن أفهم معنى الحياة، حياتي،
لكني فضلت عدم المبالاة،
لا أفهم اذن أنا أنا
ما انا الا أنا،
تتغزل بي البكر،
و تلعن طبيعتي العجوز،
ماأنا الا أنا
متهمة وتهمتي اتهامات باطلات.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire