mardi 6 février 2018

لا قاع أحمر

credits: Internet

فرق كبير بين عاهرات جنيف وعاهرات مغربي العزيز
قيل، سجارات فاخرة، ونبيذ عتيق وأحذية بقاع أحمر
تركع لهن عروش على طولها تحت قدميها العارية خاوية
لا،
لا، تلك التي أعرفها أنا الآن هاوية،
لم تعد ترى ضوء بداية النفق
أما نهايته، فبعض أنقاض أمانٍ مبعثرة
صباحها عباءة سوداء ووشاح أسود على الرأس غطاء
هكذا عرفتها، واحدة من الباقيات الصالحات
سواد على سواد، وكأنها في حداد على الحياة وحتى الممات
كلمترات بعيدة عن مسقط رأسها،
أحذية عليها وحل
فناجين قهوة مَرار
صنة سجائر تفوح
خرجات صباح مبكر في برد طنجة القارس
عودة ثقيلة، خطوات ثقيلة، رأس مطأطأ
هكذا عرفتها، واحدة من الباقيات 
أيام ولت، خلتها هي التي عرفت
مسكينة بلا سند
وحيدة بلا ظل في هذه الحياة
حزينة على ماكان ولم يكن
وحتى ظننت أن المستذئبين خرافة
لكن، ليلة مقمرة أم لا كانت جد كافية
لتخرج المستذئبة من لباس الباقيات البشري
شعر بني على أكتافها ملتوٍ
وجه مرسوم عبث
حواجب موشومة
عينانين مكحولتان
شفاه ممتلئة تكاد حمرتها تنفجر لافا
ثديان شبه عارية، معروضة فوق الطلب
خصر ممتلئ ملتو حول نصف شبر ثوب
ساقان ممشوقان 
وحذاء كعب عال،
لا، لا قاع أحمر، لا
عطر فائح استغوى الجو حولنا، ولم ينل من رائحة السجائر الكريهة
ليس من عاداتي تثمين الأشياء أو استرخاصها 
لكن اصدار الأحكام المسبقة لاشعوريا انغرزت شوكته فية حتى النخاع
ماعساني سوى أن أرى الرخص مستذئب أمامي
نظرة شاملة على وقفتها كانت كافية
وكأنها في حداد على الحياة وحتى الممات
سواد على سواد
صباح مساء
حيث هي فعلا في حداد
على الحياة وحتى الممات 
إلى الغد، كان كل ما قالته



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire