dimanche 31 mars 2013

بعيدا عن الديار: جزء الرابع


ان الحياة تخبئ أشياءا غريبة عجيبة. انه القدر، قدر لا يعلمه الا الله. في بادئة الامر، كنت أراها لعنة، مأساة، أبشع شيء قد حصل لي في حياتي.
أضاف اسمي أحد اصدقائي في أحدى صفحات الفايسبوك المعينية بنشر كل ما هو جديد في الساحة الثقافية لمدينة طنجة، كل ما هو تظاهرات فنية مسرحية كانت أو راقصة، شعرية كانت أو قصصية. المهم في وقت كنت أتجول في المنشورات بها، وقع نظري على تظاهرة ثقافية مطمحها اكتشاف مواهب جديدة في ميدان "الصلام" و هي تظاهرة تتمحور حول القاء الشعر باللغة العربية و الفرنسية و الانجليزية و الاسبانية. ليس كالشعر العربي الاصيل الذي تحترم القافية و البحور. انه شعر ثوري كالمراهقين، متمرد على كل ما هو تقاليد و قواعد ليس لانها غير نافعة بالعكس فكيفما انتج اولئك القوم شيئا، نحن أيضا نريد خلق شيء يشبهنا، متمرد، طائش، حي، متصل مع العالم الجديد.
منظم التظاهرة شخص له مكانته في التلفاز، هو مذيع في احدى القنوات المغربية. اقترح هذه التظاهرة طالبا من المهتميين الاتصال به للمزيد من المعلومات، و اذا بي اراسله فورا متسائلة حول مكان تنظيم التظاهرة و زمنها و شروط ولوجها. واذا بالصمت يجيبني. غضبت و قلت انني لست بمستوى تظاهرة كتلك، شكرت المنظم ساخرتا من لا مبالاته. مر يوم و عاودت شكره ساخرتا ايضا. مر يوم اخر كان من المفروض ان يتم عقد ذالك الاجتماع به. ظننت ان فرصة مشاركة الاخرين بما أخربش ضاعت. لم أعد أفتح الفايسبوك. نسيت الموضوع كليا. يوما فتحته في احدى الحصص، الاستاذ يشرح وانا جاحضة العينين في التي وجدتها تنتظرني. الرسالة. من المذيع. التظاهرة لم تتم. ليوم الجمعة أُجِلت. قلت هذه فرصتي، سوف اشارك وليكن ما يكن. لا يعرفني احد. و لن يعرفوني. هي مشاركة واحدة. أنشد ما عندي و انسحب كما اتيت. لن يكون الامر سهل كما هو ظاهر. لا ابالي سوف أشارك.
اتي يوم الجمعة. منذ ان شرقت شمسه وانا اواجه نفسي و احاورها: هل أذهب أم لا؟ أي كتاباتي أحسن؟ ماذا لو سخروا مني؟ ليسخروا. ماذا وماذا وماذا؟ كان علي الذهاب الى نادي الرسم اولا. ذهبت أنا و صديقتي. عقلي مع الامسية القادمة. بقيت خمس ساعات. الصق هذا و الصق تلك. بقيت اربع ساعات و نصف الساعة. أَصول و أجول بين طاولات النادي، اتكلم مع هذه و تلك. أجاوب عن تسائل تلك و هذه. بقيت أربع ساعات. هل ادرس في الثانوية التي ينظم بها نادي الرسم؟ لا. من اين أنا؟ من سلا، هل ترسمين؟ لا لكن أحب ان ألطخ الاوراق البيضاء، ياويلي ماذا سارتدي؟ هل أتصنع؟ ام اكون أنا؟ لكني حمقاء لا أحب تتبع الموضة. أرتدي شيئا رسميا؟ هل أرتدي الكعب العالي؟ لا لا كعب عالي. هل أرتدي سترة؟ لا البرد قارس ليلا و مكان الاجتماع يطل على البحر. بقيت ثلاث ساعات. هيا لنعد الي البيت. انني جائعة. أ هو الجوع ام الخوف. كلاهما يشعرانني بالوجع في بطني. ماذا سارتدي؟ أنها الساعة السادسة، ساعة و نصف تفصلني عن سبب هذا الخوف و الفزع و التوثر و فقدان الشهية.
كالعادة ارتداني الاسود. اقل من البسيط ما ارتديت. لم اضع ولا حتى قلم الكحل على عيني. على طبيعتي ذهبت و معى ابتسامتي اليومية العادية. لم أجد سيارة أجرى. سأذهب مشيا لعله يخفف من توثري. كلمة من هذا و كلمة من ذاك بين السمرة أنا، و مخلوقة الشكولاطة ، ولوني ثمر النخل. و من يأبه. أرسم في ذهني سناريو التظاهرة. هل سيتطلب علي الوقوف على الخشبة أمام لجنة؟ هل سيتم تنقيطي من 0 الى 10؟ هل و هل و هل؟ ماذا عن أرجلي الهزازة خوفا؟ سأكون اضحوكة المحفل أكيد.
أنا الان أمام المكان الذي حدثني عنه المنظم. لا احد يعرفني، يمكنني أن اتابع المشي قدما كأن شيء لم يحدث و فعلا لا شيء حدث حتى الان. لماذا هذا الخوف كأنه يوم أعدامي. لن اضيع شيء اذا ما دخلت و شاركت. نجاح اول تجربة ام لا ليس مهما. المهم هو المشاركة و خطو أولى الخطوات نحو التقدم و التعلم و التجربة. امام لافتتة "مفتوح" اقف. أقف على رؤوس أصابعي، أحملق داخل المطعم. لا أحد. المكان شبه فارغ. ساعة اليد تشير الى السابعة و خمس و ثلاثون دقيقة و ساعة الهاتف تشير الى السابعة و النصف. أ أنا التي قدمت مبكرة او تم الغاء الاجتماع. اكتستني خيبة امل و فرحة و غضب و ارتياح. اغتصب صورتي المرسومة على ابواب المطعم وجه رجل، وجه ملائكي بلحية، لن أجد أحسن منه لاِعدامي. فتح الباب:
- أ أنتي من المشاركين؟
أ يبدو علي اني من المثقفين المرموقين؟   
- أجل، لكني لا أرى أحدا.
- يمكن أن تنتظرينهم في الطابق العلوي.
انتظرهم؟ اعرف انا أحدهم حتى انتظرهم، ما لي أنا و ما هكذا تظاهرة.

mercredi 27 mars 2013

بعيدا عند الديار: الجزء الثالث.



اليوم كباقي أيام الله. أفقت، و حمدت الله أني ما زلت حية أُرْزق. صنعت فطوري، أه يا أماه كم افتقد صراخك حتى أنهض. أفطرت و غسلت الاواني و هممت بمراجعة الدروس، فترجمت هذا و راجعت هذا و شرحت ذاك و غمضت عيني على ذاك. موسيقى البلوز تملئ طبول اذني. أريد أن أشق على  الفايسبوك، لا أنترنيت. أحسن هكذا أهتم بدروسي أكثر. برد يُسمع صوته و ثلاجة تدندن من حين لأخر. كم أحب الصمت. صمت منقطع، أصوات تزعجوني، أرجع الى البلوز. احساس سيء جدا أن تريد فعل شيء فلا يستجيب عقلك. أريد أن أكتب عن اليوم العالمي للمرأة، لكن ماذا أقول؟ أكتب جملا متناثرة، أمسح وأعيد الكرة بلا جدوى. ماذا أقول عن المراة؟ هل أكتفي بقول ما أعيشه كوني امراة أو أعمم؟ ماذا لو كنت أنا الوحيدة التي تعيش هكذا؟ علمونني ان الكاتب الناجح هو من يقول الحقيقة كما هي، أجل يقولها اما صراحة أم ضمنيا؟ كيف أقولها أنا؟ أنت لست بكاتبة أنت مجرد واهمة نفخ ريشها الأصدقاء. قلة هم الأصدقاء الذين يقولون الحقيقة و لو على حساب الصداقة و ضياعها. لكن أستاذة اللغة الانجليزية في احدى ملاحظاتها على احدى كتاباتي قالت أني مشروع كاتبة ناجح. أأصدق أم أفيق من الوهم.
ذهبت الى سوق 'د برا'، دخلت السوق، مررت من أمام الخضر، التقيت الفراولة أمام الباب و بعدها عطرتني رائحة الزنجيبل الطري و الخبز السخن و رائحة الفلفل الحار. أيام كثيرة مرت بين لقائين نحن الاثنتين. الطبيعة و أنا. فأخدت اتجول ناسيا الباعة مركزتا على المباع من فلفل و بيض و بطاطس و طماطم و ثمر و ثوم و جلبان و لحم. أبتعت حصتي من الطبيعة و أخذتها معي. لم تكن ثقيلة كما كانت محفضتي. أظفت الخفة على الثقل و توجهت الى الريف كالعادة. لم أزر الريف منذ أسابيع. كما كانت كما هي و كما كنت كما أنا. مع الخطوة الأولى، ضحك مجموعة من الطنجاويين، أعلي ضحكوا؟ فليضحكوا. ويقولون بالمغرب لا مكان للعنصرية. هذا انا لن تقضي ضحكاتكم و لا نظراتكم الساخرة حاجة. فمع كل ضحكة يشتد عزمي. لا أريد أن أُفْهم. أحب الغموض. أنا افريقية أحب العودة الى الأصول، أحب الالوان الطبيعة الميتة. اعشق أن يظن الناس اني من ما وراء الصحراء المغربية. و يقولون أنهم ليسوا بالعنصريين. الشيء العجيب الغريب هو ان بروفيلاتهم على الفايسبوك تهلوس بشعارات السلام و الحب و الا عنصرية و الانسانية و حب الاخر، مليئة هي البروفيلات بالافكار الا رجعية والا تمييزية . أما الواقع فشيء أخر. يحكم على المظاهر أكثر من الأفعال. فكل مزوق مباع. 
اعتقد أني عرفت لماذا تأسر طنجة زوارها. أعتقد أني أصبحت أسيرة طنجة وأخاف أن تطول مدة حبسي. اهي طنجة أم جوها، أم ناسها، لا ادري ما الشيء الذي يجذبني اليها. عقلي أصبح يلتقط ترددات جديدة لم يسبق له ان عرفها، رغم وهن جسدي و العياء و الشعور الدائم بالنعاس و رتابة الحياة الدراسية، الا ان عقلي ليس بعقلي. كثيرا ما ظننت أني اكتب أحسن مما أتكلم، أن تعبير يدي أفضل من تعبير شفتي و اوضح. منذ وصولي الى طنجة وانا أوقع محاولات كتابة بالانجليزية أكثر منها بالعربية. انشأت لنفسي موقع الكترونيا، فيه أنشر كل جديد لي. فمرة انشر كل يوم و مرة أتأخرو مرة اتردد في النشر. احتاج الا نظرة من الخارج لكتاباتي.

lundi 18 mars 2013

Feel Like no Inspiration



Feel like writing
Writing something I dunno what it is
Feel like cofessing,
Feel like expressing,
expressing something yet to be felt
emptiness, is it sensed?
emptiness is it touched?
emptiness is it smelled?
emptiness is it seen?
emptiness is it tasted?
Feel like shouting to the open horizon
horizon, in it alone
Feel like screaming voicelessly
Feel lik flying
with wings yet to have
Obviously, I need inspiration
little thing, big thing, huge thing
anything
sad thing, funny thing, hilarious thing
anything
Any Thing
Inspiration!
Nothing on my mind,
but ghosts of ideas,
shadows, crippled and disabled
Nothing on my mind.
No Thing,
Any Thing,
Inspiration

dimanche 17 mars 2013

Sleep at the Throne!



Sexy, exciting, amusing nobody’s like you
All along the moments,
Along all the stages,
Along all the feelings,
Neither age nor worries, ain’t obstacles
Neither solitude nor boredom
Neither tears nor happiness
Can spare or bear,
My body’s all yours
You prefer the eyes
Tickling, kissing and sensing
Blinking, fast, less fast, slow, slower
One blink at a time
Lullaby-ing,
Humming into my ears,
Voice mesmerizing,
Through which I can touch the sky,
Can take hold of the stars.
Am on my way
Wait for the rest of me to catch up
Feet, legs, thighs are already there
Hands, arms, still resisting
Mind blurred, vision misled, thinking frozen
Am on my way,
 to you
on my way,
to embracing you
on my way,
Shush the noise,
Babysit the feelings
Conscious, subconscious, unconscious
Here we go in the other universe
Sleep, at the throne
Governing it all,
Dreams, and dreams and nightmares
May reality becomes dreams
May dreams become reality
To be continued

samedi 16 mars 2013

One day for Women, March 8th






Once a year, a day is dedicated to women all over the world. March 8th is the day where women are given a space to introduce themselves as humans, as citizens, and as individuals who have rights as well as duties, who have needs and desires and who have dreams and expectations. Only one day to praise and recognize their substantial and essential role in society, and their contributions in arts, literature, politics, economy and other domains. One day to look closer at their situations all around the world and to try to find solutions to the problems from which they suffer. In the light of the International Women’s Day, where are we, the Arab World, Morocco in particular, in the efforts to end violence, child brides, rape, sexual harassment in streets and schools, gender inequality and discrimination against women like Amina, Malala Yousufzai, Nirbhaya and other thousands of women around the world who are discriminated, raped, beaten, repressed and God knows what else?
Doubtlessly women are omnipresent in the everyday life of the Arab world. Let’s take the example of TV channels, there is not an advertisement that does not promote the highly glorious status of women in such or such society, a similar status all over the region if not a copy and paste one. One cannot watch TV without seeing women cooking, women washing, women ironing, women shopping, women taking care of children, women waiting on; one picture of women, the traditional role which society has molded for women and expect them to fit in. There are other molds such teaching mold, nursing mold, but never a governmental mold, a party leader mold or any mold of power and authority. Are women irresponsible? Does society fear women? Are men fearful that women would overpass their capacities and achievements?
To be frank, Morocco has achieved many noticeable improvements in terms of women freedoms and rights. Unlike the Saudi Arabia, Moroccan women not only drive cars but also drive tramways as the case of Rabat female tramway driver; drive trains as the case of the first Moroccan woman in Africa; drive taxis, motorcycles as the case of Marrakesh women, or even participate in rallies such as the women of Aicha des Gazelles all female participants . Besides, women can enter the army and police and may have decent ranks such as an officer, an inspector, a detective, or a captain. Moroccan women participate in politics and have an only one representative in the government at force. Moreover, the amendment to the Article 475 of the Moroccan Criminal Law “entitling the rapist to marry his victim” has in fact boosted somehow the development of women rights, but still there is more to be done.
“You had your day women, the remaining 364 days are ours” said jealous men on the day after the IWD. What is unbelievable is that in a man’s world , women are to be blamed for the problems that society faces. Women are the reason behind road accidents, behind prostitution, behind adultery, behind addiction, and behind suicide. Are not women behind global warming and climate changes, behind the 2008 fiscal crisis, behind political disputes, and injustice, behind nuclear weapons and drones and behind the killing of innocent people in Palestine, Iraq, Syria, Egypt and others? Men, be rational!
If only men remember that their mothers are women, that their sisters are women, that their girlfriends or wives are women and that they might father a woman, then they will respect or at least learn to respect women and instead of raping, harassing or maltreating them, they would protect them. If only they keep in minds that as they harass a woman, other men will harass their own mother, wife or daughter. If only they tried to put themselves in women shoes, and face what women face because of their ill behaviors, would they like it?
I am not a feminist, I don’t ask for gender equality, maybe some equality in some aspects such as employment, intellectuality and the alike. Because one hundred gender equality means that there would not be gentleman-ness, there wouldn’t be a man who would let his seat to a woman, help her with the heavy bags, or say the famous “ladies first”!
  

samedi 9 mars 2013

بعيدا عن الديار: الجزء الثاني



الجزء الثاني:


فها هي قد انتهت عطلة نهاية الدورة الاولى. قضيت ما يقارب الاثنا عشرة يوما مع الاهل. لم تكن كما خططت لها، لم تكن حالتي النفسية جيدة كفاية لاتاقلم من جديد مع الجو العائلي و التبريرات لكل الافعال التي اقوم بها حتى النوم. فقد تغير علي المناخ و الاجواء و حتى عائلتي، فأحسست كما لو لم يعد لي مكان داخل تلك العائلة، أخذت اختي الصغرى موضعي فاصبحت هي موضع النقاش و مركز الاهتمام.
لا، انا لا اغار من اختي الصغرى بل الوضع هو الذي تغير فهي تعيش مع خالتي العزباء في الطابق العلوي من نفس المنزل، لم تكن تهتم بامر والدي و لا هم لها. فهي 'ابنت خالتها' حيث سهرت خالتي على تربيتها و رعايتها منذ طفولتها في الوقت الذي يعمل به والدي. اما انا، في طفولتي لم تكن خالتي تلك بالمغرب، و اهتمت عمتي بتربيتي، ليس بتربيتي بل فقط الاعتناء بي ريتما تعود أمي من العمل و هكذا حتي صار عمري اربع سنوات و اذا بهم يجزونون بي باحدى الحضانات أو "الروض" و سني 4 سنوات. هذا ما جعلني أتقرب و أحب أبي أكثر من أمي، فكان هو الذي ياخذني الى الحضانة و بحكم قرب عمله من الحضانة و بحكم علاقة الصداقة التي تربطه بمدير الحضانة و الذي هو نفسه المعلم، ك ان يوصلني الى مكان عمل والدي عند انتهاء كل حصة وهكذا حتى كبرت. كل يوم يكبر فيه حبي لوالدي، فمع عقلى الصغير أن ذاك كنت أقيس مدى الحب بكمية الشوكلاطة و الحلوى و المشروبات. فكلا أشترى لي والدي أكثر كلما طلبت أكثر و كلما أحببته أكثر. حثى أمي كانت تجيئ لي بالشوكلاطة و الملابس القرمزية الفاخرة. كنت مخنثة، البنت البكر. كل العائلة تهتم بي فالعم يهتم و الجد يهتم و الجدة تهتم و العمة تهتم و أصدقاء العائلة يهتمون. أقر أني عشت أحسن أيام حياتي وسط تلك العائلة الصحراوية الضحوكة و المنسجمة. فكبرت و كبر حبي للعائلة. فكل و مكانته الخاصة. كل طريقة تعامل خاص  به.

اعتقد ان الاحلام نعمة من عند الخالق. نحلم و نحلم و نحلم ثم نصدم بالواقع المرير و لا نكل و نعاود الحلم و الحلم و الاحلام. لدي احلام، منها ما يستحيل تحقيقه، و منها ما هو سهل تحقيقه كرمشة عين، و منها ما لا اعرف حتى كيف افهمه. لطالما اردت ان ازور بلدان افريقية كافريقيا الجنوبية و زيمبابوي و شلالات فيكتوريا و غيرها من البلدان الافريقية، ليس لشيء انما لاشبع رغبة جامحة، حمقاء و ساذجة. و لسوف أفعلها يوما ما. اني من عشاق المغامرات، لا الغرامية ولكن تلك التي تتحدى الاخرين التي تميزني عن الاخرين. لا احب ان اصنع من قالب مقولب، لا اريد ان اكون من اتباع الموضة و الغرب و المظاهر الخادعة. انا من اتباع التَميز، من اتباع اللا رتابة، لا لست من الاتباع. نفسي و عقلي و أفكاري و ديني هم حُكامي .

أنا في مدينة جديدة أي داخل مجتمع له معالمه و تقاليده. يمكن أن تكون كتلك الخاصة بمجتمع الرباطي- السلاوي. أنا بمدينة جديد. يجب أن أحفظ معالمها عن ظهر قلب. أن أًضِيع في دروبها و احيائها. لا يمكن أن أضيع، عقلي كعقول الطيور، يرسم المعالم الرباعية للأماكن، ذاكرتي قوية.، ملاحظتي قوية، لا أضيع فرصت تفحص الاشياء و معرفة مكنونها ليس لانني 'بركاكة'، لكن لأني درست علوم الحياة و الارض. عوَدت نفسي أن ألاحظ بدقة و أن أكتشف الأشياء. كيف عرفت الريف؟ لصديقتي الطنجاوية الفضل في ذلك، فقد عزمتني في احدى الأمسيات اليها و هكذا ألقيت التعويذة السحرية. فرُحت أذهب هناك لوحدي كل نهاية اسبوع وكأني من أهل الدار. دار اكتشفت أن الأحب اليها هو كل من يقطع البحار و ليس من يقطع الوديان. الأحب الى أهلها من يسْبح في السماء و يمتطي السفن و ليس من يزحف على الطرقات الازفلتية المغربية الصنع.

مقهى الريف أو سينما الريف بالسوق "د برا"، هي احدى الأشياء التي عشقت و أعشق. فلا هي بالفاخرة أو المؤثتة جيدا، بضع كراسي هنا و هناكـ، اكل عليها الذهر و شرب، يعلم الله كم جلس عليها من أشخاص، مغاربة و أجانب، نساء و رجال، معتدلون ومختلون، طبيعيون من شاذون، متعلمون و جاهلون، فنانون و عامة. أشفق على الكراسي، فغالبها خرجت مصارينه مبديتا تعبها . تم تبديل الكراسي ولا يزال وجه الريف هو هو.استُبدلت الكراسي بأخرى جديد، ربما أرقى و أريح من سابقتها و أدخلت نفحة جديدة للمقهى، نفحة شبابية، نفحة طائشة، نفحة لاعقلانية. تشبه تلك الكراسي مقاعد القطار، فتحسسك بعدم الارتياح و كأنك تنتظر المغادرة على أحر من الجمر. أجل المغادرة. كيف تغادر و أنت لم تبرح مكانك. أنا أغادر وانا لم أبرح مكاني، ألا بل أطير، أُعَلي و أحلق كطير لا ريش له. بلى ولدت بالريش، لكني لم أعلم أنني كلما حلقت تركت شيئا منه خلفي كتذكار مني. الكراسي تستبدل كما يستبدل الاثاث و كل شيء بهذه الدُنيؔا فحتى الوجوه تستبدل و العقائد تستبدل و المبادئ تستبدل و المعالم تستبدل و الاحاسيس تستبدل، فما كان البارحة أعز من قرة العين يصبح أبعد من الفؤاد بعد الشمس عن الأرض، وينتسى الفضل و الخير و الصداقة و العطف و المودة و حتى الحب.

اشتركت في دورة لاحدى المدارس هنا بطنجة. دورة تستضيف معالم بارزة في الساحة المغربية كرياضيينأ، وصحفيين، ومذيعين بغية مناقشة الاوضاع بالمغرب، مثالها  وضع الرياضة بالمغرب و مشكل عزوف الشباب المغربي عن المشاركة السياسية و غيرها. في أولى الحلقات، تحدّيت نفسي و لَرفعت اصبعي لطرح سؤال. لم أكن مهتمة بطرح السؤال بقدر ما كنت مهتمة بتحدي نفسي، لتحطيم عقدة التكلم امام الملأ و الحشمة و الخوف. كنت جالسة بالطابق العلوي، كان علي النزول الى الطابق السفلى لطرح السؤال. خضت مصارعة دامية مع نفسي. رغبتي ضد قلبي الذي يكاد يخترق قفصي الصدري هاربا الى الخارج، و رجلي المشلولتين و ركبتي الخاويتين و صوتي المرتبك المرتعش. لم أكن اسمع صدى صوتي، كنت أسمع ضحكاتي، ضحكات الفوز، واشم رانحة الهزيمة على نفسي. لست بالمضطربة نفسيا، الا أني أحتجت الى تلك التجربة، و ما أزال.

كل لحظة تمر أفهم فيها نفسي. لا أحتاج لأن أضيع وقتي في فهم الأخر. أنت أنانية، انانية، أقبل بها صفة. أحب نفسي أكثر من الاخر. أبخل أن أضيع وقتي في فهم الآخر. أستكثر على الآخر وقتي. لا أريد ان يضيِع الآخر و قته في فهمي. فأنا حتى الان احاول أن أفهما. لكني بدأت أتصالح مع نفسي. أجل اتصالح مع نفسي، أتقبل ضعفها و قوتها، أتقبل تقلباتها، أتقبل غضبها. أتقبلها و أتعامل معها كما هي، كما خلقت وكما ستبقى على ما أظن.

  وها قد مضى أسبوع أخر لكنه لم يكن كباقي الأسابيع. فقد بدأ الطرو الثاني من الدراسة. كان أسبوع تقديم مواد هذه الدورة ة التعرف على الاساتذة الجدد الذي لم يسبق لهم أن درسونا. و كانت لى أيضا الفرصة لكي أنصدم بنقاط الدورة الأولى. وكانت قوية، الصدمة لسيما أني أحسست أنني قد أبليت البلاء الحس الا أن النتيجة لم تكن بالمتوقعة.

بفضل رفيقتي في السكن، انخرطت بورشة الاعمال اليدوية. لطلما أحببت الاختراع و صنع الاشياء بيدي. هي ورشة جاءت كنتيجة لشراكة بين مدرسة الملك فهد العليا للترجمة و ثانوية عباس السبتي. مؤطرتي او بالأحرى مؤطرة الجميع أستاذة بنفس الثانوية. أستاذة لو كان بمقدوري لنسخت منا العديد من النسخ و وزعتها على كل مدارس المغرب ولَصدّرت بعضا منها الى باقي البلدان العربية المسكينة الاخرى. مثلي أو أنا مثلها، تحب كل ما هو قديم، تُأمن بأن القديم يمكن اعادة احيائه. تصنع من كل ما لا قيمة له شيئا ذو قيمة. تعطي من وقتها الكثير دون مقابل. تُعلم ما تعلمته هي بدون معلم بلا مقابل. أليست نموذج المراة العربية الحرة، المثقفة و المستقلة؟ الا تَبغي كل نساء العرب أن يكن مثلها و لِما لا أحسن منها. تعلمت ان الاشياء البسيطة لو اجمعت و تلاقت مع بعضها البعض لا أنتجت عجبا. ولو نُسقت الالوان مع بعضها البعض لأعطت لوحة فنية من صنع لا بكاسو و لا فان كوك. و تعلمت كذلك ان الخردى التي لطالما نظرت اليها بالاشمئزاز ليس لقذارتها ولكن للاشياء التي تحتوي عليها، انها منبع الابتكار. فمن كان اطار صور خشبي بالٍ يمكن بالقليل من الاهتمام أن يُصبح تحفة فنية. سأتعلم في كل أسبوع طريقة جديدة لتحيين الاشياء و ارجاع روح الجِدة لها. ولسوف اتعلم و أضيف من عندي لكي ابتكر الجديد. و لسوف أصنع التحف الافريقية التي لطالما حلمت بالامتلاكها بيدي هاتين التي أكتب بهما الان. ما سأصنعه و ما سيصنعه زملائي فالورشة سيعرض للعيان في معرض مشترك بالثانوية و بمدرسة الترجمة التي لا تعرف الا الترجمة و المحافل المعرفية.

ما الفرق بين الأخلاق و الا أخلاق؟ وما الفرق بين الوعي بالأخلاق و الاوعي بها؟ و ما الفرق بين الاحترام و عدم الاحترام؟ ماذا نسمي الانسان الواعي الجاهل بالآخر، الجاهل باحتياجات الآخر، بسكوت و صمت الآخر. كيف نسمي المعتدي على الحريات و الاحتياجات الفردية؟ وهل يمكن توقع اي شئ من فاقد الشيء؟ لقد أصبح من الصعب على نفسي تحمل العالم الخارجي المحيط بها، العالم الذي يحاول تطبيعي و تسيسي و وضعي في قالبه. كيف لي أن اعيش في مجتمع كهذا.  أ أنا المجنونة أم المجتمع، أ أنا الوحيدة التي تحيى محاولتا احترام الاخرين. أ أنا الوحيدة التي لا تتحمل تصرفات الآخرين، تملقاتهم و تطفلاتهم و عجرفتهم. أ أنا الوحيدة التي تعبت من كبث مشاعرها المغتاضة، من كثم غضبها و العفو عن الناس. ففي الوقت الذي ابتسم، يبكي قلبي و ينذب و يتحصر على ما وصل له المجتمع و افراده.

أنا في حيرة قاتلة. كيف أشرح أحاسيسي المقدر لها الكتمان. كيف أبوح عن ما يخالج صدري في وقت لا يعيش حولي الا الاصماء. كيف أكشِف أوراقي و أنا لا أجيد المقامرة. كيف أقول للعالم أتركوني لأعيش. أني لا أفهم الحياة كما يفعلون، لا أتخلى على كبريائي كما يفعلون، لا أنتقص من شأن معاييري القياسية كيفما كان وضعي، أني لا أريد أن أقيد بالارتباط بالٍا بجدته، و جديد بقدمه، فأنا أرض قاحلة، لم يعد عندي ما أعطيه، و لا عندي ما أخسره، و أن الحياة درس ؛حفظته عن ظهر قلب: ففي البدأ تبدي لك الحياة زهرها لتخلص الى أن الظلمة متعة وأن الوحدة شفاء و أن الآخر علة مرضية نطلب الله الشفاء منها.  أني أضع نفسي، أحاسيسي واعتقاداتي و حرياتي فوق كل اعتبار. أني أعيش حياتي تحت قيم تعلمتها و زرعت فيّ. أني كالطير لا أتحمل الحبس ولا البقاء في نفس المكان. أني لا أحبد المدح لكن الانتقاد البناء.

وها هو ذا اسبوع اخر يمر تحت برد قارس و شتاء غزيرة كأن فصل الشتاء في بدايته. أسبوع مر، أسبوع نقص من حياتي. مر اسبوع  على زيارتي أهلي، مر أسبوع على مرق أمي و خبز الدار. أسبوع كباقي الاسابيع مكتضة هي أيامه، من 8 صباحا الى 6 مساءا. 6 ساعات من الدراسة و لحسن الحظ تكون مواضيع دروسها الترجمة، بين العربية و الفرنسية و الانجليزية، من واحدة لأخرى أتوه أنا و أذهِب عقلي في تقاسيم الصرف و التحويل و الروابط و النواسخ و الاملاء. مادة واحدة تروق لي و هي مادة الانجليزية، لانني أكون مجبرة لا مكرهة على كتابة شيء، على التعبير على شيء و هكذا أطلق العنان لصدري ليعبر عن ما يخالج، أترك أصابعي تداعب لوحة حروف الحاسوب أو تراقص القلم و الورقة. ورقة فارغة بيضاء كما ولِدت ألطخها بما اشعر به، بما أكثم ، بما أفكر فيه، و ما لا أستطيع التعبيرعنه بالكلمات الشفاهية. وهي الأن ورقة مرقعة ملطخة بحبر أسود لا ينمحي، كما أصبحت أنا الان  و سأصبح غدا و بعد غد و كل يوم. تغيبت عن ثلاث حصص هذا الأسبوع رغما عني. أنا الانسانة تحكم العقل قبل القلب، تخلد العقل لا الجسد، الا ان الجسد له حدود و طاقات لا يمكن تجاوزها. فاطيت الفرصة لجسمي الرخصة لجلس على كرسي الحكم، أدهبت عقلى و حضرت جسدي فأذا به يأخذني الا ما لا نهاية، لبت هنا و كنت هناك. نمت ساعات و ساعات حتى شبع الجسد و تمتع بلحظة السلطة المطلقة.

اليوم كباقي أيام الله. أفقت، و حمدت الله أني ما زلت حية أُرْزق. صنعت فطوري، أه يا أماه كم اتوحش صراخك حتى أنهض. أفطرت و غسلت الاواني و هممت بمراجعة الدروس، فترجمت هذا و راجعت هذا و شرحت ذاك و غمضت عيني على ذاك. موسيقى البلوز تملئ طبول اذني. أريد أن أشق على  الفايسبوك، لا أنترنيت. أحسن هكذا أهتم بدروسي أكثر. برد يُسمع صوته و ثلاجة تدندن من حين لأخر. كم أحب الصمت. صمت منقطع، أصوات تزعجوني، أرجع الى البلوز. أحساس سيء جدا أن تريد فعل شيء فلا يستجيب عقلك. أريد أن أكتب عن اليوم العالمي للمرأة، لكن ماذا أقول؟ أكتب جملا متناثرة، أمسح وأعيد الكرة بلا جدوى. ماذا أقول عن المراة؟ هل أكتفي بقول ما أعيشه كوني امراة أو أعمم؟ ماذا لو كنت أنا الوحيدة التي تعيش هكذا؟ علمونني ان الكاتب الناجح هو من يقول الحقيقة كما هي، أجل يقولها اما صراحة أم ضمنيا؟ كيف أقولها أنا؟ أنت لست بكاتبة أنت مجرد واهمة نفخ ريشها الأصدقاء. قلة هم الأصدقاء الذين يقولون الحقيقة و لو على حساب الصداقة و ضياعها. لكن أستاذة اللغة الانجليزية في احدى ملاحظاتها على أحدى كتاباتي قالت أني مشروع كاتبة. أأصدق أم أفيق من الوهم،........