mercredi 27 mars 2013

بعيدا عند الديار: الجزء الثالث.



اليوم كباقي أيام الله. أفقت، و حمدت الله أني ما زلت حية أُرْزق. صنعت فطوري، أه يا أماه كم افتقد صراخك حتى أنهض. أفطرت و غسلت الاواني و هممت بمراجعة الدروس، فترجمت هذا و راجعت هذا و شرحت ذاك و غمضت عيني على ذاك. موسيقى البلوز تملئ طبول اذني. أريد أن أشق على  الفايسبوك، لا أنترنيت. أحسن هكذا أهتم بدروسي أكثر. برد يُسمع صوته و ثلاجة تدندن من حين لأخر. كم أحب الصمت. صمت منقطع، أصوات تزعجوني، أرجع الى البلوز. احساس سيء جدا أن تريد فعل شيء فلا يستجيب عقلك. أريد أن أكتب عن اليوم العالمي للمرأة، لكن ماذا أقول؟ أكتب جملا متناثرة، أمسح وأعيد الكرة بلا جدوى. ماذا أقول عن المراة؟ هل أكتفي بقول ما أعيشه كوني امراة أو أعمم؟ ماذا لو كنت أنا الوحيدة التي تعيش هكذا؟ علمونني ان الكاتب الناجح هو من يقول الحقيقة كما هي، أجل يقولها اما صراحة أم ضمنيا؟ كيف أقولها أنا؟ أنت لست بكاتبة أنت مجرد واهمة نفخ ريشها الأصدقاء. قلة هم الأصدقاء الذين يقولون الحقيقة و لو على حساب الصداقة و ضياعها. لكن أستاذة اللغة الانجليزية في احدى ملاحظاتها على احدى كتاباتي قالت أني مشروع كاتبة ناجح. أأصدق أم أفيق من الوهم.
ذهبت الى سوق 'د برا'، دخلت السوق، مررت من أمام الخضر، التقيت الفراولة أمام الباب و بعدها عطرتني رائحة الزنجيبل الطري و الخبز السخن و رائحة الفلفل الحار. أيام كثيرة مرت بين لقائين نحن الاثنتين. الطبيعة و أنا. فأخدت اتجول ناسيا الباعة مركزتا على المباع من فلفل و بيض و بطاطس و طماطم و ثمر و ثوم و جلبان و لحم. أبتعت حصتي من الطبيعة و أخذتها معي. لم تكن ثقيلة كما كانت محفضتي. أظفت الخفة على الثقل و توجهت الى الريف كالعادة. لم أزر الريف منذ أسابيع. كما كانت كما هي و كما كنت كما أنا. مع الخطوة الأولى، ضحك مجموعة من الطنجاويين، أعلي ضحكوا؟ فليضحكوا. ويقولون بالمغرب لا مكان للعنصرية. هذا انا لن تقضي ضحكاتكم و لا نظراتكم الساخرة حاجة. فمع كل ضحكة يشتد عزمي. لا أريد أن أُفْهم. أحب الغموض. أنا افريقية أحب العودة الى الأصول، أحب الالوان الطبيعة الميتة. اعشق أن يظن الناس اني من ما وراء الصحراء المغربية. و يقولون أنهم ليسوا بالعنصريين. الشيء العجيب الغريب هو ان بروفيلاتهم على الفايسبوك تهلوس بشعارات السلام و الحب و الا عنصرية و الانسانية و حب الاخر، مليئة هي البروفيلات بالافكار الا رجعية والا تمييزية . أما الواقع فشيء أخر. يحكم على المظاهر أكثر من الأفعال. فكل مزوق مباع. 
اعتقد أني عرفت لماذا تأسر طنجة زوارها. أعتقد أني أصبحت أسيرة طنجة وأخاف أن تطول مدة حبسي. اهي طنجة أم جوها، أم ناسها، لا ادري ما الشيء الذي يجذبني اليها. عقلي أصبح يلتقط ترددات جديدة لم يسبق له ان عرفها، رغم وهن جسدي و العياء و الشعور الدائم بالنعاس و رتابة الحياة الدراسية، الا ان عقلي ليس بعقلي. كثيرا ما ظننت أني اكتب أحسن مما أتكلم، أن تعبير يدي أفضل من تعبير شفتي و اوضح. منذ وصولي الى طنجة وانا أوقع محاولات كتابة بالانجليزية أكثر منها بالعربية. انشأت لنفسي موقع الكترونيا، فيه أنشر كل جديد لي. فمرة انشر كل يوم و مرة أتأخرو مرة اتردد في النشر. احتاج الا نظرة من الخارج لكتاباتي.

1 commentaire: