كثيرا ما يقال أن حدس الإنسان قليلا ما يخيب وكثيرا ما يصيب. وحدسي يخبرني أنني لن أعمر كثيرا هنا، أيامي معدودة. وفي صرتي الكثير والكثير من المنى والأحلام التي أبغي تحقيقها، منها الدنيوية ومنها الاخروية. وما يزيد هذا الحدس من قلقي، ليس قلق مواجهة الموت أو مفارقة قرة أعيني ورفقاء الدربي، بل قلق تحقيق الأماني، ماذا أسبق وماذا أتلي؛ ومن أشرك ومن أقل، وكيف أسير وكيف أكمل. من الممكن أن يخيب حدسي هذا ومن الممكن أيضا أن يصيب. أكذب وأقول أنني اكتفيت من الحياة وما أحوجني الى الممات، وأتذكر الوجوه الذابلة والعيون الباكية والقلوب المنفطرة وأقول لن أرحل حتى يرحلوا لينفطر قلبي لموتهم أحن وأرحم من أن ينفطر قلبهم لموتي. لكنني لن انتظره بل سأمضي قدما، على أقدامي أو على نعش فوق الأكتاف سأمضي...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire