ان الحياة تخبئ أشياءا غريبة عجيبة. انه القدر،
قدر لا يعلمه الا الله. في بادئة الامر، كنت أراها لعنة، مأساة، أبشع شيء قد حصل
لي في حياتي.
أضاف اسمي أحد اصدقائي في أحدى صفحات الفايسبوك
المعينية بنشر كل ما هو جديد في الساحة الثقافية لمدينة طنجة، كل ما هو تظاهرات
فنية مسرحية كانت أو راقصة، شعرية كانت أو قصصية. المهم في وقت كنت أتجول في
المنشورات بها، وقع نظري على تظاهرة ثقافية مطمحها اكتشاف مواهب جديدة في ميدان
"الصلام" و هي تظاهرة تتمحور حول القاء الشعر باللغة العربية و الفرنسية
و الانجليزية و الاسبانية. ليس كالشعر العربي الاصيل الذي تحترم القافية و البحور.
انه شعر ثوري كالمراهقين، متمرد على كل ما هو تقاليد و قواعد ليس لانها غير نافعة
بالعكس فكيفما انتج اولئك القوم شيئا، نحن أيضا نريد خلق شيء يشبهنا، متمرد، طائش،
حي، متصل مع العالم الجديد.
منظم التظاهرة شخص له مكانته في التلفاز، هو مذيع
في احدى القنوات المغربية. اقترح هذه التظاهرة طالبا من المهتميين الاتصال به
للمزيد من المعلومات، و اذا بي اراسله فورا متسائلة حول مكان تنظيم التظاهرة و
زمنها و شروط ولوجها. واذا بالصمت يجيبني. غضبت و قلت انني لست بمستوى تظاهرة
كتلك، شكرت المنظم ساخرتا من لا مبالاته. مر يوم و عاودت شكره ساخرتا ايضا. مر يوم
اخر كان من المفروض ان يتم عقد ذالك الاجتماع به. ظننت ان فرصة مشاركة الاخرين بما أخربش ضاعت. لم أعد أفتح الفايسبوك. نسيت الموضوع كليا. يوما فتحته في احدى الحصص،
الاستاذ يشرح وانا جاحضة العينين في التي وجدتها تنتظرني. الرسالة. من المذيع.
التظاهرة لم تتم. ليوم الجمعة أُجِلت. قلت هذه فرصتي، سوف اشارك وليكن ما يكن. لا
يعرفني احد. و لن يعرفوني. هي مشاركة واحدة. أنشد ما عندي و انسحب كما اتيت. لن
يكون الامر سهل كما هو ظاهر. لا ابالي سوف أشارك.
اتي يوم الجمعة. منذ ان شرقت شمسه وانا اواجه
نفسي و احاورها: هل أذهب أم لا؟ أي كتاباتي أحسن؟ ماذا لو سخروا مني؟ ليسخروا.
ماذا وماذا وماذا؟ كان علي الذهاب الى نادي الرسم اولا. ذهبت أنا و صديقتي. عقلي
مع الامسية القادمة. بقيت خمس ساعات. الصق هذا و الصق تلك. بقيت اربع ساعات و نصف
الساعة. أَصول و أجول بين طاولات النادي، اتكلم مع هذه و تلك. أجاوب عن تسائل تلك و
هذه. بقيت أربع ساعات. هل ادرس في الثانوية التي ينظم بها نادي الرسم؟ لا. من اين
أنا؟ من سلا، هل ترسمين؟ لا لكن أحب ان ألطخ الاوراق البيضاء، ياويلي ماذا سارتدي؟
هل أتصنع؟ ام اكون أنا؟ لكني حمقاء لا أحب تتبع الموضة. أرتدي شيئا رسميا؟ هل
أرتدي الكعب العالي؟ لا لا كعب عالي. هل أرتدي سترة؟ لا البرد قارس ليلا و مكان
الاجتماع يطل على البحر. بقيت ثلاث ساعات. هيا لنعد الي البيت. انني جائعة. أ هو
الجوع ام الخوف. كلاهما يشعرانني بالوجع في بطني. ماذا سارتدي؟ أنها الساعة
السادسة، ساعة و نصف تفصلني عن سبب هذا الخوف و الفزع و التوثر و فقدان الشهية.
كالعادة ارتداني الاسود. اقل من البسيط ما
ارتديت. لم اضع ولا حتى قلم الكحل على عيني. على طبيعتي ذهبت و معى ابتسامتي
اليومية العادية. لم أجد سيارة أجرى. سأذهب مشيا لعله يخفف من توثري. كلمة من هذا
و كلمة من ذاك بين السمرة أنا، و مخلوقة الشكولاطة ، ولوني ثمر النخل. و من يأبه.
أرسم في ذهني سناريو التظاهرة. هل سيتطلب علي الوقوف على الخشبة أمام لجنة؟ هل سيتم
تنقيطي من 0 الى 10؟ هل و هل و هل؟ ماذا عن أرجلي الهزازة خوفا؟ سأكون اضحوكة
المحفل أكيد.
أنا الان أمام المكان الذي حدثني عنه المنظم. لا
احد يعرفني، يمكنني أن اتابع المشي قدما كأن شيء لم يحدث و فعلا لا شيء حدث حتى
الان. لماذا هذا الخوف كأنه يوم أعدامي. لن اضيع شيء اذا ما دخلت و شاركت. نجاح
اول تجربة ام لا ليس مهما. المهم هو المشاركة و خطو أولى الخطوات نحو التقدم و
التعلم و التجربة. امام لافتتة "مفتوح" اقف. أقف على رؤوس أصابعي، أحملق داخل المطعم. لا أحد. المكان شبه فارغ. ساعة اليد تشير الى السابعة و خمس
و ثلاثون دقيقة و ساعة الهاتف تشير الى السابعة و النصف. أ أنا التي قدمت مبكرة او
تم الغاء الاجتماع. اكتستني خيبة امل و فرحة و غضب و ارتياح. اغتصب صورتي المرسومة
على ابواب المطعم وجه رجل، وجه ملائكي بلحية، لن أجد أحسن منه لاِعدامي. فتح الباب:
- أ أنتي من المشاركين؟
أ يبدو علي اني من المثقفين المرموقين؟
- أجل، لكني لا أرى أحدا.
- يمكن أن تنتظرينهم في الطابق العلوي.
انتظرهم؟ اعرف انا أحدهم حتى انتظرهم، ما لي أنا و ما
هكذا تظاهرة.
Good stuff sista the way n manner you share your thoughts n stories makes ppl feel like they were there with u witnessing it
RépondreSupprimerBrabo 3lik
ouiiiiiiiiii et je suis monté aussi et je t'ai trouvé là-bas :)
RépondreSupprimer