ان الحافة، طنجة هي مكاني
المفضل. أجلس و يجلس هو معي. و أكتب لعله يتعرف علي. لا، لا أحتاج الى صحبة. كأس
شاي بالنعناع و "زلافة البيصار" لتدفئ و تنقص من وطئة البرد و دخان
السبسي و الحشيش من جنباتي يوقظ فية ذالك الشاب الطائش. أجل كنت انا أيضا شابا
طائشا كالآخرين. ألعب و أمرح و أسكر و أفعل كل تلك الأشياء التي ان لم أفعلها لما
اعترف بي مجتمع الدكور و لن أدخل بوابة الرجولة. و يا طيش.
أجلس و أتأمل و أتحاور و أتجادل
أنا و هو. ماذا لو "حرَكت" أنا أيضا الى بلاد الفلامينكو و روديو. ماذا
لو؟ لكن لا. لا أظن أنك كنت طائشا الى هذا الحد. ربما لم تكن ذا بعد نظر.الأمر
سيان. عجبا! المهم، أجلس في مقهى الحافة. أرسم. أتأمل في نفسي. تمر الأحداث من حداية
كالسراب، كالأحلام، كديجا فو. أبتسم لتلك و أقهقه على هذه و يفور دمي على تلك، و
تدمع عيناي على هذه. أنا لست بأحمق، بيد الا أن حياتي مهمة بالنسبة لي لا أبغي أن يشاطرني
أحد ايها. أنا اناني. حياتي منحنى واحد.
هكذا أعيش أيامي الا ان
يجمع بيني وبينهم الموت مرة اخرى. نهاري حافة و ليلي حجرة، أربعة جدران يُظلمها
قنديلي. لا، لا أحتاج لصحبة. في حجرتي صديق لا بل عدو بل لا أدري من هو، لم
أختره، يغيب و يستعمر غرفتي و قنديلي. يصاحبني من منزلي الى الحافة و من الحافة
الى منزلي. أليس لذيك ما تفعله؟عرفته دون أن أعرف أني عرفته. كرهتها،
كرهتها و حبست نفسي في حجرتي و حبست صاحبي. لن تذهب الى أي مكان. لن نذهب لاي مكان
من الآن فصاعدا. هكذا منذ أن عرفت نفسي و أنا هكذا الا أن حدث ما حدث.... الحياة..